تعداد السعودية 2022.. وتحقيق الرؤية

فهد الخالدي
تجري على قدم وساق خطوات إجراء التعداد العام الخامس للسكان والمساكن في المملكة (تعداد السعودية 2022) بعد 12 عاماً من التعداد الرابع، الذي جرى عام 2010، حيث بلغ عدد سكان المملكة حينها 27 مليون نسمة تقريباً، وما يميز التعداد الذي يجري في العاشر من الشهر القادم الميلادي أنه يتم فيه للمرة الأولى استخدام التقنية الحديثة في إجراء التعداد مما يضمن تغطية أوسع وأشمل للنطاق العمراني في المملكة، التي شهدت منذ آخر تعداد نهضة تنموية تعتبر قيمة مضافة إلى ما سبق من مشاريع في جميع المحافظات والبلدات والهجر على امتداد مساحة الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وحرصاً على جمع المعلومات الميدانية، فإن إحدى الخطوات الأساسية لعملية التعداد سوف تكون قيام الباحثين الميدانيين بزيارات لكل الوحدات السكنية، حيث سبق هذه المرحلة «مرحلة المراقب» وتم فيها حصر كل الوحدات السكنية المأهولة وغير المأهولة ووضع الملصقات الذكية مما يتيح ربط كل وحدة سكنية برقم هوية رب الأسرة من خلال رمز استجابة سريع خاص بكل وحدة من هذه الوحدات، إضافة إلى إمكانية إجراء التعداد الذاتي، وهو خيار متاح يمكن من خلاله استيفاء بيانات التعداد إلكترونياً من خلال تعبئة الاستمارة الخاصة بذلك على بوابة الهيئة على الإنترنت دون الحاجة لزيارة الباحث الميداني لهذه الوحدة في المرحلة القادمة. وتجيء أهمية تعداد 2022 من كونه ركيزة من ركائز تنفيذ رؤية المملكة 2030 بحيث تتوافر للقائمين على تنفيذ مشاريع رؤية البيانات والمعلومات عالية الدقة، التي يتم أخذها بالاعتبار عند توزيع المشاريع والخدمات والبنى التحتية وتحديد حجم هذه الخدمات والمشاريع بما يلبي حاجات كل منطقة جغرافية. وإذا كان الغرض من إجراء التعداد في بلاد العالم هو توظيف ما يتم جمعه من معلومات لخدمة مشاريع التنمية وخطط الدول في جميع المجالات، فإنه أكثر أهمية في بلادنا التي تتبنى رؤية طموحة هادفة لتوفير كل سبل العيش الكريم والرفاهية للمواطن والمقيم، وتعميم الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها في كل بقعة من بقاع الوطن على اتساع مساحته، ولذا فقد حرص القائمون على تنفيذ الرؤية أن يتم الاعتماد على قاعدة بيانات شاملة ودقيقة يتم بناؤها بطرق علمية أولها هذا التعداد العام للسكان والمساكن، الذي يتم وفق آليات وتقنيات تكفل الحصول على أفضل النتائج.. ومع هذا المستوى من الإرادة في تنفيذ التعداد، فإن وعي المواطن بأهدافه وغاياته يظل له أهمية قصوى في الوصول إلى أدق البيانات والمعلومات من خلال لغة الأرقام، التي هي أصدق اللغات وأكثرها فاعلية وتأثيراً في نجاح خطط التنمية المنشودة للوطن والمواطن، ولذلك فإن الواجب على كل مواطن ومقيم أن يقدم أقصى مستوى من التعاون والمصداقية لإنجاح هذا العمل الكبير وهو ما اعتدنا أن تجده مثل هذه الأعمال من أبناء الوطن المخلصين والمقيمين على أرضه من أبناء الدول الشقيقة والصديقة -بإذن الله-