صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في 26 يناير 2022، بأن تكون ليلة الإسناد الزمني للتعداد العام للسكان والمساكن للعام 1443هـ / 2022م، في مساء يوم الاثنين 8 شوال 1443هـ الموافق 10 مايو 2022م، وبالفعل بدأ تعداد السعودية 2022م، والذي يعد التعداد الخامس والأكبر والأشمل في تاريخ المملكة العربية السعودية، والذي كان أوله عام 1974م، ومنذ ذلك الوقت مرت البلاد بمراحل طويلة من التغيير والتطوير والخطط التي عملت من أجل المستقبل. وها هو التعداد يعود من جديد بكل تفاصيله التي تواكب المتغيرات التي تعيشها بلادنا والعالم، ومن هذا التعداد سوف تبنى المخرجات التي تساهم في رسم وتنفيذ الخطط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية تحقيقا لرؤية المملكة 2030، والتي سوف تأخذنا إلى آفاق المستقبل الذي تطمح به القيادة والحكومة من أجل الوطن وأبنائه.

تابع الجميع حفل إطلاق تعداد السعودية بحضور ورعاية معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل البراهيم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء، كما شارك في ذلك عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وعدد من المهتمين بهذا اليوم المهم، وهو بداية تعداد السعودية 2022م والذي سوف يستمر على مدى 35 يوماً تقوم خلالها فرق الباحثين بالعديد من الجولات من أجل إتمام التعداد الخامس والذي ينتظره الكثير من أجل خير الوطن.

تعداد السعودية 2022م يعد الأول في تاريخ المملكة؛ كونه يتم بطرق رقمية، حيث من الممكن الآن المشاركة فيه عن طريق الموقع الإلكتروني، وبمشاركة المرأة وتمكينها من المناصب القيادية في هيكلة الإدارة فيه وحتى أعمال البحث والاستقصاء، وتعد مشاركة الجميع في تعداد السعودية 2022م مساهمة عظيمة، وواجبا دينيا ووطنيا يلتزم الجميع به من أجل رسم المستقبل المنشود.

وليس لدينا في وقتنا الحاضر أدنى شك بأن لغة الأرقام هي اللغة العلمية والبوصلة التي تقود ويبني عليها الباحثون والمخططون وصناع القرار خططهم وأفكارهم ورؤاهم المستقبلية، ومن غير هذه اللغة لن نستطيع التقدم ومعرفة الفرق بين الماضي والحاضر، لذا استحدث التعداد بكل أسئلته الـ50 التي تستلزم على كل رب أسرة مقيم أو مواطن أن يهتم بها، ولن تقف اللغة عائقا فقد وجدت 7 لغات لهذا التعداد الشامل وهي اللغات التي يستطيع أي منا أن يشارك بلغته المناسبة، لذا كان واجباً على الجميع من قاطني المملكة المشاركة والمساهمة به.

تعداد السعودية 2022م وفرق العمل فيه يقومون بجهود مضنية وجليلة ليل نهار، وفي فترة مهمة من تاريخ الوطن الحالي يرسمون المستقبل ويقارنونه بالماضي في ظل الحاضر، وهم يأخذوننا سريعاً من أجل تحقيق مستهدفات 2030 التي هندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، وعليه ومن أجل مستقبل واعد ومشرق للمملكة علينا كمسؤولين ومواطنين ومقيمين أن نبذل الجهد ونحث الجميع على المشاركة بكل شفافية ووضوح في هذا العمل المهم والركيزة الأساسية لرسم الخطط المستقبلية من أجل وطن أقوى ومجتمعات صحية، والرفع من مستوى جودة الحياة.

إخواني وأخواتي أينما كنتم، شاركوا في نجاح التعداد الذي يعتمد عليكم أولا؛ من أجل مستقبل باهر لكم ولأبنائكم بإذن الله.